للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا تحسن الأيام تفعل فعله ... وإن كان في تصريفها النقض والفعل

فعش واحدا أما الشراء فمسلم ... مباح وأما الجار فهو حمى بسل

ومما جاء من هذا القسم قول البحتري:

أحسن الله في ثوابك عن ثغـ ... ـر مضاع أحسنت فيه البلاء

كان مستضعفا فعز ومحرو ... ما فأجدى ومظلما فأضاء١

ومن أحسن ما ورد له في هذا الباب قوله:

أشكو إليك أناملا ما تنطوي ... بخلا وإملاقا تقصفها اليد

أرضيهم قولا ولا يرضونني ... فعلا وتلك قضية لا تقصد

فأذم منهم ما يذم وربما ... سامحتهم فحمدت ما لا يحمد٢

وعلى هذا النهج ورد قوله:

وتوقعي منك الإساءة جاهدا ... والعدل أن أتوقع الإحسانا

وكما يسرك لين مسي راضيا ... فكذاك فاخش خشونتي غضبانا٣

وأما أبو الطيب المتنبي فإنه استعمل هذا النوع قليلا في شعره، فمن ذلك قوله:

ثقال إذا لاقوا خفاف إذا دعوا ... كثير إذا شدوا قليل إذا عدوا٤


١ من قصيدته في مدح أبي سعيد محمد بن يوسف "الديوان ١/ ٢".
٢ من قصيدته في مدح أبي أيوب ابن أخت أبي الوزير الديوان ١/ ١٧٦" والنص بالديوان "ما تنطوي بيسا" والضمير في أرضيهم عائد على الناس في قوله:
الناس حولك روضة ما ترتقي ... ريا النبات ومنهل ما يورد
٣ من قصيدته في عتاب أبي العباس بن بسطام الديوان "٢/ ٢٧٩".
٤ من قصيدته في مدح محمد بن سيار بن مكرم التميمي التي مطلعها:
أقل فعالي بله أكثره مجد ... وذا الجد فيه نلت أم لم أنل جد
"الديوان ٢/ ١٠٨" ثقال: نعت لمشايخ في البيت السابق له، يريد أنهم ثقال الوطأة على العدو. خفاف: سريعو الإجابة للنجدة. كثير إذا شدوا دلالة على أن الواحد منهم يسد مسد الجماعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>