للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك قوله:

إلى رب مال كلما شت شمله ... تجمع في تشتيته للعلا شمل١

ومما استعذبته قوله في هذا الباب:

كأن سهاد الليل يعشق مقلتي ... فبينهما في كل هجر لنا وصل٢

ومما جاء من هذا الباب:

لما اعتنقنا للوداع وأعربت ... عبراتنا عنا بدمع ناطق

فرقن بين معاجر ومحاجر ... وجمعن بين بنفسج وشقائق٣

وهذا تحته معنى يسأل عنه غير المقابلة. وذهب بعض أهل العلم إلى أن المراد بالبنفسج والشقائق هو عارض الرجل وخد المرأة؛ لأن من العادة أن يشبه العارض بالبنفسج. وهذا قول غير سائغ؛ لأن العارض إنما يشبه بالبنفسج عند أول ظهوره, فإذا طر وظهرت خضرته في ابتداء سن الشباب شبه بالبنفسج؛ لأنه يكون بين الأخضر والأسود، وليس في الشعر ما يدل على أن المودع كان شابا قد طر عارضه، والذي يقتضيه المعنى أن المرأة قامت للوداع فمزقت خمارها, ولطمت


١ من قصيدته في مدح شجاع بن محمد الطائي المنبجي، التي مطلعها:
عزيز أسى من داؤه الحدق النجل ... عياء به مات المحبون من قبل
"الديوان ٣/ ٣٧٠" شت: تفرق. الشمل: الاجتماع، أي: كلما تفرق شمل ماله اجتمعت معاليه.
٢ من القصيدة نفسها.
٣ المعاجر: جمع معجر على وزن منبر ثوب تعتجر به المرأة.
المحاجر: جمع محجر على وزن مجلس وهو العين.

<<  <  ج: ص:  >  >>