للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حدها، فجمعت بين أثر اللطم، وهو شبيه بالبنفسج، وبين لون الخد وهو شبيه الشقائق، وفرقت بين خمارها وبين وجهها بالتمزيق وَلَها وموجدة على الوداع، هذا هو معنى البيت لا ما ذهب إليه هذا الرجل.

المقابلة في المعنى دون اللفظ:

وأما المقابلة في المعنى دون اللفظ في الأضداد فمما جاء منه قول المقنع الكندي من شعراء الحماسة:

لهم جل مالي إن تتابع لي غنى ... وإن قل مالي لم أكلفهم رفدا١

فقوله: تتابع لي غنى, بمعنى قوله: كثر مالي, فهو إذا مقابلة من جهة المعنى، لا من جهة اللفظ؛ لأن حقيقة الأضداد اللفظية إنما هي في المفردات من الألفاظ، نحو: قام وقعد وحل وعقد، وقل وكثر، فإن القيام ضد القعود، والحل ضد العقد، والقليل ضد الكثير، فإذا ترك المفرد من الألفاظ وتوصل إلى مقابلته بلفظ مركب كان ذلك مقابلة معنوية لا لفظية، فاعرف ذلك.

مقابلة الشيء بما ليس بضده:

وأما مقابلة الشيء بما ليس بضده فهي ضربان: أحدهما ألا يكون مثلا، والآخر أن يكون مثلا, فالضرب الأول يتفرع إلى فرعين:

الأول: ما كان بين المقابِل والمقابَل نوع مناسبة وتقارب، كقول قريط بن أنيف:


١ اسم الشاعر محمد بن ظفر بن عمير، من شعراء الدولة الأموية وكان فيما قالوا جميلا مشرق الوجه، فكان يستر وجهه لجماله، فسمي المقنع. وهذا البيت من أبيات اختارها أبو تمام في الحماسة، أولها.
يعاتبني في الدين قومي وإنما ... ديوني في أشياء تكسبهم حمدا
"شرح ديوان الحماسة للمرزوقي ٣/ ١١٧٨".

<<  <  ج: ص:  >  >>