للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا فكان ينبغي له أن يقول: النعم ثلاث: نعمة ماضية، ونعمة في حال كونها، ونعمة تأتي مستقبلة، فأحسن الله آثار النعمة الماضية، وأبقى عليك النعمة التي أنت فيها، ووفر حظك من النعمة التي تستقبلها.

ألا تراه لو قال ذلك لكان قد طبق به مفصل الصواب?

وقد استوفى أبو تمام هذا المعنى في قوله:

جمعت لنا فرق الأماني منكم ... بأبر من روح الحياة وأوصل

فصنيعة في يومها وصنيعة ... قد أحولت وصنيعة لم تحول

كالمزن من ماء الرباب فمقبل ... متنظر ومخيم متهلل١

ووقف أعرابي على مجلس الحسن البصري رضي الله عنه فقال: "رحم الله عبدا أعطى من سعة، أو آسى من كفاف، أو آثر من قلة"، فقال الحسن البصري: ما ترك لأحد عذرا.

وقد عاب أبو هلال العسكري على جميل قوله:

لو كان في قلبي كقدر قلامة ... حبا وصلتك أو أتتك رسائلي٢

فقال أبو هلال: إن إتيان الرسائل داخل في جملة الوصل٣. وليس الأمر


١ من مدحه لأحمد بن أبي داود الإيادي "الديوان ٣/ ٤٩" في الأصل فوق بدلا من فرق.
٢ قبل هذا البيت أبيات منها:
فلرب عارضة علينا وصلها ... بالجد تخلطه بقول الهازل
فأجبتها بالرفق بعد تستر ... حبي بثينة عن وصالك شاغلي
"الديوان ٨٣".
٣ الصناعتين ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>