للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قف مشوقًا أو سعدًا أو حزينا ... أو معينًا أو عاذرًا أو عذولا١

فإن المشوق يكون حزينا، والمسعد يكون معينا، وكذلك يكون عاذرا، وكثيرا ما يقع البحتري في مثل ذلك.

وكذلك ورد قول أبي الطيب المتنبي وهو:

فافخر فإن الناس فيك ثلاثة ... مستعظم أو حاسد أو جاهل٢

فإن المستعظم يكون حاسدًا، والحاسد يكون مستعظمًا, ومن شرط التقسيم ألا تتداخل أقسامه بعضها في بعض.

ومن هذا الأسلوب ما ورد في أبيات الحماسة٣، وهو:

وكنت امرأ إما ائتمنتك خاليا ... فخنت وإما قلت قولا بلا علم

فأنت من الأمر الذي قد أتيته ... بمنزلة بين الخيانة والإثم

فإن الخيانة من الإثم، وهذا تقسيم فاسد.


١ في مدح محمد بن علي عيسى القمي. والشطر الثاني هو: "مقصرا من صبابة أو مطيلا" الديوان ٢/ ٢١٠.
٢ من قصيدة في مدح القاضي أبو الفضل أحمد بن عبد الله الأنطاكي، مطلعها:
لك يا منازل في القلوب منازل ... أقفرت أنت وهن منك أو أهل
"الديوان ٢/ ٤٥٥".
وفي الديوان "يا أفخر" يريد يا هذا افخر، فحذف المنادى كقراءة علي بن حمزة: "أَلَّا يا اسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ" أو أن حرف النداء هنا للتنبيه مثل ألا, كقول ذي الرمة:
ألا يا اسلمى يا دار مي على البلى ... ولا زال منهلا بجرعائك القطر
٣ ذكر التبريزي أن القائل عبد الله بن همام السلولي، وكان قد وشى به واش إلى زياد بن أبي سفيان، ثم جمع بينهما زياد، فقال عبد الله للواشي هذين البيتين وفي الحماسة "وأنت امرؤ إما ائتمنتك".
"شرح التبريزي لديوان الحماسة ٣/ ١٤٢ وشرح المرزوقي ٣/ ١١٣٩".

<<  <  ج: ص:  >  >>