للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا رجل ذهب عقله حين نظم هذين البيتين، فإن مراده منهما التغزل بمحبوبه, وقد قصر تمنيه على أن يكون هو ومحبوبه كبعيرين أجربين، لا يقربهما أحد، ولا يقربان أحدا، إلا طردهما، وهذا من الأماني السخيفة، وله في غير هذه الأمنية مندوحات كثيرة.

وما أشبه هذا بقول القائل:

يا رب إن قدرته لمقبل ... غيري فللأقداح أو للأكؤس

وإذا حكمت لنا بعين مراقب ... في الدهر فلتك من عيون النرجس

فانظركم بين هاتين الأمنيتين.

ومما أخذ على أبي نواس في قصيدته الميمية الموصوفة التي مدح بها الأمين محمد بن الرشيد، وهو قوله:

أصبحت يابن زبيدة ابنة جعفر ... أملا لعقد حباله استحكام١

فإن ذكر أم الخليفة في مثل هذا الموضع قبيح.

وكذلك قوله في موضع آخر:

وليس كجدتيه أم موسى ... إذا نسبت ولا كالخيزران٢


١ من قصيدته في مدح الأمين التي مطلعها:
يا دار ما فعلت بك الأيام ... ضامتك والأيام ليس تضام
"الديوان: ٤٠٧".
٢ من مدحته للأمين، التي أولها:
رضينا بالأمين عن الزمان ... فأضحى الملك معمور المعاني
"الديوان ٤١٦".

<<  <  ج: ص:  >  >>