للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكذلك ورد قول أبي الطيب المتنبي في عضد الدولة وولديه:

وأنت الشمس تبهر كل عين ... فكيف وقد بدت معها اثنتان

فعاشا عيشة القمرين يحيا ... بضوئهما ولا يتحاسدان

ولا ملكا سوى ملك الأعادي ... ولا ورثا سوى من تقتلان

وكان ابنا عدو كاثراه ... له ياءي حروف أنيسيان١

وهذا معنى لأبي الطيب، وهو الذي ابتدعه أي: إن زيادة أولاد عدوك كزيادة التصغير، فإنها زيادة نقص.

وما ينبغي أن يقال إن ابن الرومي ابتدع هذا المعنى الذي هو:

تشكى المحب وتلفى الدهر شاكية٢ ... كالقوس تصمي الرمايا وهي مرنان

فإن علماء البيان يزعمون أن هذا المعنى مبتدع لابن الرومي، وليس كذلك، ولكنه مأخوذ من المثل المضروب، وهو قولهم: "يلدغ ويصي"٣، ويضرب ذلك لمن يبتدئ بالأذى ثم يشكو، وإنما ابن الرومي قد ابتدع معاني


١ "الديوان ٤/ ٤٨٦" من قصيدته التي مطلعها:
مغاني الشعب طيبا في المغاني ... بمنزلة الربيع من الزمان
٢ تشكى المحب: تزيده أذى وتفعل به ما يوجب شكواه: تصمي الرمايا: تصيب المصيد فتقتله مكانه. وفي الأصل "يشكي ويلغي"، لكن قبل البيت قوله:
يارب حسانة منهن قد فعلت ... سوءا وقد تفعل الأسواء حسان
وهذا يعين تأنيث الفعلين.
٣ يصي: يصيء، من صاءت العقرب تصيء إذا صاحت، ومنه حديث علي رضي الله عنه "أنت مثل العقرب تلدغ وتصيء" أي: تلدغ وهي صائحة. تاج العروس مادة صأي.

<<  <  ج: ص:  >  >>