للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لولا الكرام وما سنوه من كرم ... لم يدر قائل شعر كيف يمتدح

أخذته من قول أبي تمام:

لولا خلال سنها الشعر ما درى ... بناة العلا من أين تؤتى المكارم١

الضرب الخامس من السلخ:

وهو أن يؤخذ بعض المعنى، فمن ذلك قول أمية بن الصلت يمدح عبد الله بن جدعان:

عطاؤك زين لامرئ إن حبوته ... ببذل وما كل العطاء يزين

وليس بشين لامرئ بذل وجهه ... إليك كما بعض السؤال يشين٢

أخذه أبو تمام فقال:

تدعى عطاياه وفرًا وهي إن شهرت ... كانت فخارًا لمن يعفوه مؤتنفًا

ما زلت منتظرًا أعجوبة زمنًا ... حتى رأيت سؤالًا يجتني شرفًا٣

فأمية بن الصلت أتى بمعنيين اثنين: أحدهما أن عطاءك زين، والآخر أن


١ من قصيدته في مدح أحمد بن دواد "الديوان ٣/ ١٨٣" وفي الديوان "بغاة الندى".
٢ الأغاني ٨/ ٣ والديوان ٦٣.
أمية شاعر جاهلي حفل ديوانه بالتوحيد والكونيات والبعث والحساب إلخ قال فيه الأسمعي ذهب أمية في شعره بعامة ذكر الآخر، وذهب عنترة بعامة ذكر الحرب، وذهب عمر بن أبي ربيعة بعامة ذكر الشباب "الأغاني ٤/ ١٢٥" وقد أدرك الإسلام وتوفي سنة ٩٠ هو كان قد قرأ الكتب واتصل بالقديسين وليس المسوح وتنسك وحرم الخمر والأوثان.
وعبد الله بن جدعان جواد عربي مشهور ربما كان النبي يحضر طعامه، وقد حضر في داره قبل النبوة حلف لرد المظالم.
٣ من مدحة لأبي دلف العجلي مطلعها.
أما الرسوم فقد أذكرني ما سلفا ... فلا تكفي عن شانيك أو يكفا
"الديوان ٢/ ٣٦٥".

<<  <  ج: ص:  >  >>