للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذه أبو الطيب المتنبي فأوضحه بمثال ضربه له وذلك قوله:

ومن الخير بطء سيبك عني ... أسرع السحب في المسير الجهام١

وهذا من المبتدع، لا من المسروق، وما أحسن ما أتى بهذا المعنى في المثال المناسب له.

وكذلك قولهما في موضع آخر فقال أبو تمام:

قد قلصت شفتاه من حفيظته ... فخيل من شدة التعبيس مبتسما٢

أخذه أبو الطيب المتنبي فقال:

وجاهل مده في جهله ضحكي ... حتى أتته يد فراسة وفم

إذا رأيت نيوب الليث بارزة ... فلا تظنن أن الليث مبتسم٣

ومما ينخرط في هذا السلك قول أبي تمام:

وكذاك لم تفرط كآبة عاطل ... حتى يجاورها الزمان بحال٤


١ من قصيدة في مدح أبي الحسين علي بن أحمد المري الخراساني مطلعها:
لا افتخار إلا لمن لا يضام ... مدرك أو محارب لا ينام
"الديوان ٤/ ٢٨٦".
سيبك: عطائك. الجهام: السحاب الذي لا ماء فيه.
٢ من قصيدته في مدح إسحاق بن إبراهيم "الديوان ٣/ ١٧٠" أي: قد أبرزت شفتاه أسنانه من شدة الغضب.
٣ من قصيدته في عتاب سيف الدولة التي مطلعها:
واحر قلباه ممن قلبه شيم ... ومن بجسمي وحالي عنده سقم
"الديوان ٤/ ١٠٤" شيم: بارد. والبيت الثاني بالديوان "إذا نظرت" يد فراسة: يد باطشة شديدة الافتراس.
٤ من قصيدته في مدح المعتصم مطلعها:
آلت أمور الشرك شر مآل ... وأقر بعد تخمط وصيال
"الديوان ٣/ ١٣٢".

<<  <  ج: ص:  >  >>