للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أخذه أبو عبادة البحتري فقال:

وقد زادها إفراط حسن جوارها ... لأخلاق أصفار من المجد خيب

وحسن دراري الكواكب أن ترى ... طوالع في داج من الليل غيهب١

فإنه أتى بالمعنى مضروبا له هذا المثال الذي أوضحه وزاده حسنا.

الضرب الحادي عشر من السلخ:

وهو اتحاد الطريق واختلاف المقصد، ومثاله أن يسلك الشاعران طريقًا واحدة، فتخرج بهما إلى موردين أو روضتين، وهناك يتبين فضل أحدهما على الآخر.

فمما جاء من ذلك قول أبي تمام في مرثية بولدين صغيرين:

مجد تأوب طارقا حتى إذا ... قلنا أقام الدهر أصبح راحلا

نجمان شاء الله ألا يطلعا ... إلا ارتداد الطرف حتى يأفلا

إن الفجيعة بالرياض نواضرا ... لأجل منها بالرياض ذوابلا

لهفي على تلك الشواهد فيهما ... لو أخرت حتى تكون شمائلا

إن الهلال إذا رأيت نموه ... أيقنت أن سيكون بدرا كاملا

قل للأمير وإن لقيت موقرا ... منه بريب الحادثات حلاحلا

إن ترز في طرفي النهار واحد ... رزأين هاجا لوعة وبلابلا

فالثقل ليس مضاعفا لمطية ... إلا إذا ما كان وهما بازلا

لا غرو إن فننان من عيدانه ... لقيا حماما للبرية آكلا


١ من قصيدته في مدح الفتح بن خاقان "الديوان ١/ ٥٠" وبالديوان "خلائق أصفار" داج غيهب: مظلم شديد الظلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>