للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأورثك العلا وأورثوني ... رباط الخيل أفنية القباب

وسيف أبي الفرزدق فاعلموه ... قدوم غير ثابتة النصاب١

فانظر أيها الواقف على كتابي هذا إلى هذه الأساليب التي تصرف فيها جرير وأدارها على هجاء الفرزدق بالقين، فقال أولا: إن أباه شغل عن المكارم بصناعة القيون، ثم قال ثانيا: إنه يبكي عليه ويندبه بعد الموت المرجل والبرمة الأعشار التي يصلحها، ثم قال ثالثا: إن أباك أورثك آلة القيون، وأورثني أبي رباط الخيل.

وقد أورد جرير هذا المعنى على غير هذه الأساليب التي ذكرتها، ولا حاجة إلى التطويل بذلك ههنا، وهذا القدر فيه كفاية.

وحيث انتهى بنا القول إلى ههنا فلنرجع إلى النوع الذي نحن بصدد ذكره، وهو اتحاد الطريق واختلاف المقصد، فمما جاء منه قول النابغة:

إذا ما غزا بالجيش حلق فوقه ... عصائب طير تهتدي بعصائب

جوانح قد أيقن أن قبيله ... إذا ما التقى الجمعان أول غالب٢

وهذا المعنى قد توارد عليه الشعراء قديما وحديثا، وأوردوه بضروب العبارات.


١ "الديوان ٢٧، ٢٩" كان بالأصل
جدوا بأن المفرقات من الغراب
وفي الديوان "الفزردق قد علمتم" المقرفات: المقرف والمقرفة من الفرس وغيره ما يداني الهجنة أي: أمه عربية لا أبوه. أبان: استبان. العراب: الخالصة العروبة. العلاة: السندان. الرباط: الخيل. أو الخمس منها أو المكان المعد للمرابطة.
٢ "الديوان ٤٣" من مدحة لعمرو بن الحارث الأصغر بن الحارث الأعرج بن الحارث الأكبر بن أبي شمر الغساني حين هرب إلى الشام ونزل عنده. جوانح: مائلات للوقوع والانقضاض.

<<  <  ج: ص:  >  >>