للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لو حاكمتك فطالبتك بذحلها ... شهدت عليك ثعالب ونسور١

فهذا من المليح البديع الذي فضل به مسلم غيره في هذا المعنى، وكذلك فعل أبو الطيب المتنبي، فإنه لما انتهى الأمر إليه سلك هذه الطريق التي سلكها من تقدمه، إلا أنه خرج فيها إلى غير المقصد الذي قصدوه، فأغرب وأبدع وحاز الإحسان بجملته، وصار كأنه مبتدع لهذا المعنى دون غيره.

فمما جاء منه قوله:

تفدى أتم الطير عمرًا سلاحه ... نسور الملا أحداثها والقشاعم

وما ضرها خلق بغير مخالب ... وقد خلقت أسيافه والقوائم٢

ثم أورد هذا المعنى في موضع آخر من شعره، فقال:

سحاب من العقبان ترجف تحتها ... سحاب إذا استسقت سقتها صوارمه٣

وهذا معنى قد حوى طرفي الإغراب والإعجاب.


١ من قصيدته في مدح منصور بن يزيد "الديوان ٢٢٠" بالديوان "ملاحم ونسور" ذحلها: ثأرها.
٢ من مدحة لسيف الدولة بقصيدته التي مطلعها:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
"الديوان ٤/ ١٢٢" أحداثها والقشاعم: صغارها وكبارها. القوائم: مقابض السيوف.
٣ من قصيدته في مدح سيف الدولة "الديوان ٤/ ٥٥" ورواية الديوان "يزحف تحتها".

<<  <  ج: ص:  >  >>