وتعقبه الذهبي فقال: ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا، بل بانضمامه إلى غيره. أرشد إلى ذلك الشيخ ناصر الدين الألباني في "السلسلة الصحيحة" "٢٠٣". وللحديث شاهد آخر من حديث عوف بن مالك، فأخرج ابن ماجه حديث رقم "٣٩٩٢" قال: حدثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير بن دينار الحمصي، ثنا عباد بن يوسف، ثنا صفوان بن عمرو، عن راشد بن سعد، عن عوف بْنِ مَالْكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ, صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده، لتفترقنّ أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار". قيل: يا رسول الله، من هم؟ قال: "الجماعة". وشاهد آخر أخرجه أبو داود فقال: حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن يحيى، قالا: حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان "ح" وحدثنا عمرو بن عثمان، حدثنا بقية، قال: حدثني صفوان, نحوه. قال: حدثني أزهر بن عبد الله الحرازي، عن أبي عامر الهوزني، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ, أنه قام "فينا" فقال: ألا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- قام فينا فقال: "ألا إن من قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنتين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفترق على ثلاث وسبعين؛ ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة؛ هي الجماعة" حديث رقم "٤٥٩٧". وأخرجه: أحمد "٤/ ١٠٢"، والدارمي "٢/ ٢٤١"، والحاكم "١/ ١٢٨". وشاهد آخر أخرجه: ابن ماجه رقم "٣٩٩٣" فقال: حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا أبو عمرو، ثَنَا قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالْكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها فِي النَّارِ إِلَّا وَاحِدَةً، وَهِيَ الجماعة". ولمزيد من البحث حول هذا الحديث, انظر كتابي: "الصحيح المسند من أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة".