وللحديث شواهد: ١- قال عبد الله ابن الإمام أحمد "٥/ ١٤٣": حدثني مصعب بن عبد الله الزبيري، ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ عن شريك بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي نمر، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قرأ يوم الجمعة "براءة" وهو قائم يذكر بأيام الله، وأبي بن كعب وجاه النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وأبو الدرداء وأبو ذر فغمز أبي بن كعب أحدهما فقال: متى أنزلت هذه السورة يا أُبي فإني لم أسمعها إلا الآن؟ فأشار إليه أن اسكت فلما انصرفوا قال: سألتك متى أنزلت هذه السورة فلم تخبر؟ قال أبي: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت. فَذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ له وأخبرته بالذي قال أُبي فقال: "صدق أُبي". وأخرجه ابن خزيمة "٣/ ١٥٤"، وابن ماجه "١١١١"، والطيالسي "٢٣٦٥". ٢- قال ابن حبان حديث رقم "٥٧٧": أخبرنا أبو يعلى، حدثنا أبو الربيع الزهراني وعبد الأعلى بن حماد قالا: حدثنا يعقوب التيمي "هكذا والذي يبدو أنه القمي" عن عيسى بن جارية، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قال: جاء ابن مسعود وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب فجلس إلى جنب أبي بن كعب فسأله عن شيء أو كلمه بشيء فلم يرد عليه فظن ابن مسعود أنها موجدة، فلما انفتل النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من صلاته قال ابن مسعود: يا أبي ما منعك أن ترد علي؟ قال: إنك لم تحضر معنا الجمعة قال: لم؟ قال: تكلمت وَالنَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخطب فدخل ابن مسعود عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم- فذكر ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "صَدَقَ أُبي صدق أبي أطع أُبيًّا". ٣- قال ابن خزيمة "٣/ ١٥٥" أخبرنا عبد الله بن سعيد الأشج، ثنا حسين بن عيسى يعني الحنفي، ثنا الحكم بن أبان، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قال: كان رسول الله يخطب يوم الجمعة إذ تلا آية فقال رجل وهو إلى جنب عبد الله بن مسعود: متى أنزلت هذه الآية فإني لم أسمعها إلا الساعة؟ فقال عبد الله: سبحان الله. فسكت الرجل ثم تلا آية أخرى فقال الرجل لعبد الله مثل ذلك فقال عبد الله: سبحان الله. فلما قضى رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- الصلاة قال ابن مسعود للرجل: إنك لم تجمع معنا فقال: سبحان الله. قال: فذهب إِلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلم- فذكر له ذلك فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلم: "صدق ابن أم عبد صدق ابن أم عبد". وللحديث شواهد أخرى. أما فقه الحديث: قال ابن حجر رحمه الله في "الفتح" "٢/ ٤١٤": قال العلماء: معناه: لا جمعة له كاملة للإجماع على إسقاط فرض الوقت عنه. ونقل أقوالا أخرى لبعض أهل العلم.=