الأحبار: جمع حبر، وحبر بفتح الحاء وكسرها؛ وهو العالم الواسع العلم، والرهبان: جمع راهب، وهو العابد الزاهد. فقوله:{اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} أي: مشاركين لله في التشريع؛ لأنهم يحلون ما حرم الله فيحله هؤلاء الأتباع، ويحرمون ما أحل الله فيحرمه الأتباع. وقوله:{وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ} أي: اتخذوه إلها مع الله، وقوله:{سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ} التسبيح: التنزيه، أي: تنزيه الله عن كل ما لا يليق به من نقص أو مماثلة المخلوقين. وقوله:{عَمَّا يُشْرِكُونَ}: أي: مما سواه؛ من المسيح ابن مريم، والأحبار والرهبان، فهو متنزه عن كل شرك، وعن كل مشرك به.