للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قال العلامة عبد الرحمن بن حسن -رحمه الله- في كتاب قرة العيون: وتحقيق التوحيد عزيز في الأمة لا يوجد إلا في أهل الإيمان الخلص الذين أخلصهم الله واصطفاهم من خلقه كما قال تعالى في يوسف -عليها السلام-: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: ٢٤] بفتح اللام، وفي قراءة {المخلِصين} بكسرها، وهم في صدر هذه الأمة كثيرون وفي آخرها هم الغرباء، وقد قلوا، وهم الأعظمون قدرا عند الله .... وقال تعالى: {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} [لقمان: ٢٢]. قال العماد ابن كثير -رحمه الله- في الآية: يقول تعالى مخبرا عمن أسلم وجهه لله أي أخلص له العمل وانقاد لأوامره واتبع شرعه، ولهذا قال: {وَهُوَ مُحْسِنٌ} أي في عمله واتباع ما أمر به وترك ما عنه زجر. فدلت هذه الآية العظيمة على أن كمال الإخلاص إنما يوجد بترك الشرك والبراءة منه وممن فعله ا. هـ

هو السعيد: ومن سعادة المحققين للتوحيد أنهم يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب كما قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: " عُرِضَتْ عَلَيَّ الأُمَمُ، … فذكر الحديث وفيه:

قِيلَ: انْظُرْ إِلَى الأُفُقِ، فَإِذَا سَوَادٌ يَمْلَأُ الأُفُقَ، ثُمَّ قِيلَ لِي: انْظُرْ هَا هُنَا وَهَا هُنَا فِي آفَاقِ السَّمَاءِ، فَإِذَا سَوَادٌ قَدْ مَلَأَ الأُفُقَ، قِيلَ: هَذِهِ أُمَّتُكَ، وَيَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ هَؤُلَاءِ سَبْعُونَ أَلْفًا بِغَيْرِ حِسَابٍ " … ثم قَالَ -صلى الله عليه وسلم- في وصفهم «هُمُ الَّذِينَ لَا يَسْتَرْقُونَ، وَلَا يَتَطَيَّرُونَ، وَلَا يَكْتَوُونَ، وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ» متفق عليه.

ومن سعادة الموحدين أن التوحيد لهم جُنَّة ولذا قال:

٩ - يَكُنْ لَهُ مِنَ الْعَذَابِ جُنَّهْ … وَهْوَ سَبِيلُ مَنْ يُرِيدُ الْجَنَّهْ

جُنَّة: أي وقاية من عذاب الله تعالى وهو سبيل: أي طريق من يريد الجنة بل لا يدخل الجنةَ إلا الموحدون ولذا قال هنا:

<<  <   >  >>