فلَا يُزَحْزَح العبد عَنِ النَّارِ وَيَدْخُل الْجَنَّةَ إِلَّا بِهِ. وَلَا يَخْلُدُ فِي النَّارِ وَيُحْرَمُ الْجَنَّةَ إِلَّا بِضِدِّهِ. ودليله قوله -صلى الله عليه وسلم-: " إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى النَّارِ مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، يَبْتَغِي بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ " والمعنى أن شهادة أن لا إله إلا الله، تتضمن ترك الشرك لمن قالها بصدق ويقين وإخلاص.
المغفرة هي ستر الذنب ومحوه والتجاوز عنه، وإذا قلت: أستغفر الله يعني أسأله تعالى أن يستر علي ذنوبي وأن يقيني عذابها. وهذا من فضائل التوحيد فإن المغفرة لا تكون لمن أشرك فإن الشرك لا يدخل تحت المغفرة لقوله تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}[النساء: ٤٨] وبهذا يتبين فضل التوحيد والموحدين. وقد روى الترمذي عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: « … يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً» فقوله: «ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا