للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقول الناظم: به الشهادة: أي شهادة "ألا إله إلا الله" وهي كلمة التوحيد ومعناها متضمن لتوحيد الألوهية فمعناها الصحيح "لَا مَعْبُودَ بِحَقٍّ إِلَّا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ"، وَالتَّقْيِيدُ بِـ"حَقٍّ" يُخْرِجُ بِهِ الْآلِهَةَ الْمَعْبُودَةَ بِبَاطِلٍ. كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ} [الحج: ٦٢]

١٤ - وَرُكْنُهَا النَّفْيُ مَعَ الإِثْبَاتِ … فَاعْلَمْ هَدَاكَ اللَّهُ لِلثَّبَاتِ

وركنها أي ركن شهادة " ألا إله إلا الله" ولها ركنان هما:

النفي مع الإثبات: وبيانه: أن: "لَا إِلَهَ" نَافِي جَمِيع مَا يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَلَا يَسْتَحِقُّ أَنْ يُعْبَدَ، و "إِلَّا اللَّهُ" إِثْبَات الْعِبَادَةِ لِلَّهِ فَهُوَ الْإِلَهُ الْحَقُّ الْمُسْتَحِقُّ لِلْعِبَادَةِ فلا شريك له في عبادته، كما أنه لا شريك له في ملكه.

١٥ - وَحَقُّهَا الْوَلاءُ وَالْبَرَاءُ … وَالْكُفْرُ بِالطَّاغُوتِ يَا أَبْنَاءُ

وحقها: "الحق" هو الشيء الثابت اللازم. والمراد: تفسيرها اللازم الثابت لها وهو:

الولاء والبراء: فالولاء: أن يحب التوحيد ويوالي الموحدين ويحبهم كما في الصحيحين عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رضي الله عنه- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الكُفْرِ، بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ، مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ ". قال ابن رجب: فلا يكملُ التوحيدُ الواجبُ إلا بمحبةِ ما يحبُّه اللَّه وبغضِ ما يبغضه اللَّهُ، وكذلك لا يتمُّ الإيمانُ الواجبُ إلا بذلك. ومن هنا يُعلمُ أنَّ الإخلال ببعضِ الواجباتِ وارتكابِ بعضِ المحرَّماتِ ينقصُ به الإيمانُ الواجبُ بحسبِ ذلك ا. هـ

<<  <   >  >>