تَأَثُّمًا. (١). فاشترط في إنجاء من قال هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقاً من قلبه فلا ينفعه مجرد التلفظ بدون مواطأة القلب.
(٦) الإخلاص: وهو تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، ولا يكون له من وراء الشهادتين غرض آخر غير قصده لربه، فتارك الإخلاص لم يستكمل شروط لا إله إلا الله ولو كان منقاداً صادقاً مستيقناً. ومن طلب بعبادته الرياء والسمعة فلم يحقق شهادة أن لا إله إلا الله. قال الله سبحانه تعالى:{أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}[الزمر: ٣]، وقال تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}[البينة: ٥] وفي البخاري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-: لَقَدْ ظَنَنْتُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ أَنْ لَا يَسْأَلَنِي عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ أَحَدٌ أَوَّلَ مِنْكَ، لِمَا رَأَيْتُ مِنْ حِرْصِكَ عَلَى الْحَدِيثِ، أَسْعَدُ النَّاسِ بِشَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، خَالِصَاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ.
(٧) المحبة: والمراد بها: المودة والرغبة لـ (لا إله إلا الله)، ولما اقتضته ودلت عليه من الأقوال والأفعال محبة منافية لضدها. ومن ذلك: أن يكون الله سبحانه ورسوله أحب إليه مما سواهما، والمحبة لأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبغض من ناقض ذلك فإنه لا يحصل لقائلها معرفة وقبول إلا بالمحبة، لأن المحبة تدل على الإخلاص المنافي للشرك، ومن أحب الله تعالى أحب دينه قال الله عز وجل:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}[البقرة: ١٦٥]. فأخبر الله عز وجل أن عباده المؤمنين أشد حباً له، وذلك لأنهم