(صنفا علل النحويين وذكر بعض الأمثلة لكل صنف منهما وتحليلها)
اعتلالات النحويين
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
اعتلالات النحويين صنفان: علة تطرد على كلام العرب وتنساق إلى قانون لغتهم، وهي الأكثر استعمالًا، والأشد تداولًا، والأوسع شعبًا. وعلة لا تطرد على كلامهم، ولكنها تُظهر حكمتهم، وتكشف عن صحة أغراضهم ومقاصدهم، ومدار المشهورة من علل الصنف الأول على أربعة وعشرين نوعًا، وقد أوردها السيوطي في (الاقتراح) نقلًا عن كتاب (ثمار الصناعة) لأبي عبد الله الحسين بن موسى بن هبة الله الدينوري الجليس وهي: علة سماع، وعلة تشبيه، وعلة استغناء، وعلة استثقال، وعلة فرق، وعلة توكيد، وعلة تعويض، وعلة نظير، وعلة نقيض، وعلة حمل على المعنى، وعلة مشاكلة، وعلة معادلة، وعلة قرب ومجاورة، وعلة وجوب، وعلة جواز، وعلة تغليب، وعلة اختصار، وعلة تخفيف، وعلة دلالة حال، وعلة أصل، وعلة تحليل، وعلة إشعار، وعلة تضاد، وعلة أَولى.
وقد أتبع السيوطي هذه الأنواع الأربعة والعشرين بذكر أمثلة لثلاثة وعشرين منها نقلًا عن كتاب (التذكرة) لأبي محمد أحمد بن عبد القادر بن أحمد بن مكتوم القيسي، تاج الدين، المتوفى سنة ست وسبعين وسبعمائة من الهجرة، ثم ذكر أن ابن مكتوم قد اعتاص أي: صعب واشتدَّ عليه شرح علة التحليل، وفكر فيها أيامًا فلم يظهر له فيها شيء، وأن ابن الصائغ محمد بن عبد الرحمن بن علي شمس الدين النحوي الحنفي، المتوفى سنة تسع وأربعين وسبعمائة من الهجرة، قد رآها مذكورة في كتب المحققين كابن الخشاب البغدادي، حاكيًا لها عن السلف.
كما ذكر السيوطي أن الصنف الثاني من العلل، وهو الذي لا يطرد على كلام العرب لم يتعرض له الجليس في (ثمار الصناعة)، ولا بينه، وإنما بينه ابن السراج