للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المحظور قربة فقد انتهى خطؤه إِلَى الغاية ولعله سمع تلك الحكاية عَنْ بعض بني إسرائيل أنه نظر إِلَى امرأة فقلع عينه وتلك مَعَ بعد صحتها ربما جازت فِي شريعتهم فأما شريعتنا فقد حرمت هَذَا وكأن هؤلاء القوم ابتكروا شريعة سموها بالتصوف وتركوا شريعة نبيهم مُحَمَّد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نعوذ بالله من تلبيس إبليس وَقَدْ روي عَنْ بعض عابدات الصوفية مثل هَذَا أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ حبيب العامري نا أَبُو سَعْد بْن أبي صَادِق نا ابْنُ باكويه قَالَ أخبرني أَبُو الْحَسَنِ عَلِيّ بْن أحمد البصري غلام شعوانة قَالَ أخبرتني شعوانة أنه كان فِي جيرانها امرأة صالحة فخرجت ذات يوم إِلَى السوق فرآها بعض الناس فافتتن بِهَا وتبعها إِلَى باب دارها فقالت لَهُ المرأة أي شيء تريد مني قَالَ فتنت بك فقالت مَا الذي استحسنت مني قالعيناك فدخلت إِلَى دارها فقلعت عينيها وخرجت إِلَى خلف الباب ورمت بِهَا إليه وقالت لَهُ خذهما فلا بارك اللَّه فيك.

قَالَ المصنف رحمه اللَّه: فانظروا إخواني كيف يتلاعب إبليس بالجهلة فَإِن ذلك الرَّجُل أتى صغيرة بالنظر وأتت هي بكبيرة ثم ظنت أنها فعلت طاعة وكان ينبغي أنها لا تكلم رجلا أجنبيا وَقَدْ وجد من القوم ضد هَذَا كَمَا يروى عَنْ ذي النون المصري وغيره أنه قَالَ لقيت امرأة فِي البرية فقلت لها وقالت لي وهذا لا يحل لَهُ وَقَدْ أنكرت عَلَيْهِ امرأة متيقظة فأَخْبَرَنَا عَبْدُ الملك بْن عَبْدِ اللَّهِ الطروحي نا مُحَمَّد بْن عَلِيّ بْن عُمَر نا أَبُو الفضل مُحَمَّد بْن مُحَمَّد العامي نا أَبُو سَعِيد مُحَمَّد بْن أحمد بْن يوسف ثني سكر ثني مُحَمَّد بْن يعقوب العرجي قَالَ سمعت ذي النون يَقُول رأيت امرأة بنحو أرض البجة فناديتها فقالت وما للرجال أن يكلموا النساء لولا نقص عقلك لرميتك بشيء أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَن بْن مُحَمَّدٍ نا أَحْمَد بْن عَلِيّ بْن ثابت ثنا عَبْدُ الْعَزِيز الأزجي ثنا عَلِيّ بْن عَبْدِ اللَّهِ الهمداني ثني علي بن اسماعيل الطلاثني مُحَمَّد بْن الهيثم قَالَ قَالَ لي أَبُو جَعْفَر الحداد دخلت البادية بعض السنين عَلَى التوكل فبقيت سبعة عشر يوما لا آكل فيها شيئا وضعفت عَنِ المشي فبقيت أياما أخر لم أذق فيها شيئا فسقطت عَلَى وجهي وغشي علي وغلب علي من القمل شيء مَا رأيت مثله ولا سمعت به فبينا أنا كذلك إذ مر بي ركب فرأوني عَلَى تلك الحالة فنزل أحدهم عَنْ راحلته فحلق رأسي ولحيتي وشق ثوبي وتركني فِي الرمضاء وسار فمر بي ركب آخر فحملوني إِلَى حيهم وأنا مغلوب فطرحوني ناحية فجاءتني امرأة فجلست عَلَى رأسي وصبت اللبن فِي حلقي ففتحت عيني قليلا وقلت لهم أقرب المواضع مِنْكُمْ أين قالوا جبل الشراة فحملوني إِلَى الشراة.

قَالَ المصنف رحمه اللَّه: قلت لو يحكى أن رجلا من المجانين أنحل من السلسة فأخذ

<<  <   >  >>