الفجر، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعهم الطريق وتلاوموا، وقال بعضهم لبعض لا تعودوا، ولكنهم يعودون ليلا من غير أن يشعر الواحد منهم بصاحبه، وداوموا على هذا ثلاث ليال متتاليات، وذلك لتأثير القرآن في نفوسهم، فهم يخرجون ليلا خفية وبدون أن يعرف الواحد منهم ما يخفيه صاحبه، حتى لا يراهم عامة الناس والعبيد بالخصوص، وتعاهدوا في آخر الأمر فيما بينهم على الكتمان، حتى لا يفلت زمام الأمور من أيديهم وتضيع منهم القيادة نتيجة أعمالهم التي لم تكن مطابقة لأقوالهم ومواقفهم، فإن من يسمع القرآن يدخل قلبه، فيسلم من أجل تأثير القرآن في النفوس إذا سمعته سماعا خاليا من التعنت.
ومثل هذا ما سعى فيه المشركون عند أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين طلبوا منه أن لا يرفع صوته بقراءة القرآن في صلاة الليل، كي لا يقع القرآن في قلوبهم فيسرعوا إلى الإسلام بتأثير سماعهم لقراءة القرآن وكان أبو بكر رقيق القلب سريع التأثر والبكاء عند تلاوته للقرآن، ومشركو قريش لا يحبون سماع القرآن خوفا عن التأثر به والتأثير عليهم لهذا عملوا - بقوة - على منع المسلمين من رفع أصواتهم بالقرآن لذلك وفى هذه القصة ظهر ما قاوموا به القرآن حتى لا يتطرق إلى أسماع أبنائهم ونسائهم وعبيدهم، والقصة مذكورة في كتب السيرة، وهي من