وهذا سبيل من سبل الدعاية، ولكن هل كان لها صدى في أوساط الحجاج؟ لا شيء من هذا وقع (وخسر هنالك المبطلون) وننظر الآن ما هو رد الفعل عن هذا الكذب والبهتان، من هذا الساعي في الأرض بالفساد والإلحاد، فقد أنزل الله فيه قرآنا يتلى إلى يوم القيامة، عقابا له من كذبه وافترائه على كلام الله، حيث أنزله لهداية البشر، كما أنزل فيه الأحكام والمواعظ والأخبار التي تفيد الإنسان في حياته كلها، وفي جميع الأطوار التي يمر بها هذا الإنسان الذي سيشقى إذا هو لم يعمل بالقرآن وبما جاء فيه، فقد جاء في حق هذا العدو لله وللرسول وللإسلام كما ذكره المفسرون، قوله تعالى:(ذرني ومن خلقت وحيدا وجعلت له مالا ممدودا وبنين شهودا) إلى قوله تعالى: (ثم أدبر واستكبر فقال إن هذا إلا سحر يؤثر إن هذا إلا قول البشر). سورة المدثر.
هذا هو تأثير القرآن في النفوس، وقصة تسلل البعض من كفار قريش - ليلا - منفردين إلى الاستماع لقراءة النبي صلى الله عليه وسلم معروفة، فقد ذكر محمد بن مسلم بن هشام الزهري قال: حدثت أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام، والأخنس ابن شريق خرج ثلاثتهم ليلا ليستمعوا إلى القرآن من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي من الليل في بيته، فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه، وكل واحد منهم لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون إلى