يخرجون به من الاجتماع، وكون هو القول والرأي الذي يقال للحجاج، وبه يعودون إلى أهلهم وذويهم وشعوبهم فقائل قال نقول لهم إنه كاهن فرد عليه رئيس الجلسة ((الوليد بن المغيرة)) بقوله ما هو بكاهن، فقد سمعنا كلام الكهان فما هذا من ذاك، وقال أحدهم نقول إنه مجنون فرد عليه رئيس الجلسة بقوله ما هو بمجنون، قالوا نقول إنه شاعر، قال الرئيس لقد سمعنا الشعر وعرفناه، فما هذا بالشعر، وما هو بشاعر، قالوا نقول إنه ساحر فقال لهم عرفنا السحر وتأثيره، فما هو بساحر، ولما أعياهم البحث عن كلمة يقولونها للعرب في موسم الحج حتى لا يستجيبوا لدعوته، ولا يسمعوا منه القرآن خوفا من تأثيره في نفوسهم ولما لم يهتدوا إلى رأي يقع عليه الإجماع ويتفرقون عليه رجعوا إلى رئيس الجلسة وقالوا له - مستطلعين رأيه - فقال له القوم الذين هم معه في الجلسة فما تقول أنت يا عبد شمس؟ قال والله إن لقوله لحلاوة، ثم قال لهم، وما أنتم بقائلين فيه من هذا شيئا إلا عرف أنه باطل!!! وأن أقرب القول فيه لأن تقولوا هو ساحر جاء بقول هو سحر يفرق به بين المرء وأبيه وبين المرء وأخيه وبين المرء وزوجته وبين المرء وعشيرته، فتفرقوا عنه بهذا الرأي والقول، فجعلوا يجلسون بسبل الناس حتى قدموا في موسم الحج ليبلغوهم كلمة الجماعة، فلا يمر بهم أحد إلا حذروه منه وذكروا له أمره.