ونلاحظ من هذا أن لسماع القرآن - كلام الله - تأثيرا عجيبا في نفوس سامعيه ولو كانوا كفارا لا يؤمنون به وقد لمسنا هذا في الخبر السابق الذكر، وفي نفس عتبة ابن ربيعة وهو المشرك الجاهل، وقد ألجأه ما سمعه منه إلى أن يقول فيه ما قال وهذا من تذوقه لبلاغته وفصاحته وبعده عن كلام البشر وهو سر إعجازه، ومثل عتبة ابن ربيعة في هذا الاعتراف ببلاغة القرآن مثله مثل ذلكم المشرك العنيد، القوي بماله وجاهه ((الوليد بن المغيرة)) عدو الله ورسله، حيث اجتمع مع طائفة من كفار قريش - وكان هو رئيس الجلسة - للنظر والتشاور في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأي موقف يقفونه تجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وموسم الحج قد قرب منهم، وما يقولونه للناس في أمر الرسول (ص)، وفي دعوته إلى الله وإلى الإسلام ولابد من صد الناس عنه وعن دعوته، وذلك لصرفهم عنه حتى لا يتأثروا بدعوته ولا بالقرآن عند سماعه، وحتى لا يدخلوا في الإسلام، وأدلى كل واحد عن المجتمعين برأيه وبما بدا له، والقوم يسمعون، وبعد ذلك يتفقون على قول واحد ورأي واحد