للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نوائب الحق، إرجع في جواري، فأنا لك جار، واعبد ربك في بلدك، فرجع أبو بكر إلى مكة في جوار ابن الدغنة، وطاف ابن الدغنة عشية بين قريش وأعلمهم بأنه جار لأبي بكر، وأبو بكر هو الآن في جواري، يريد بهذا الإعلام أنه في حمايته، فلا يعتدي عليه أحد، والجوار عند العرب معناه أن المجير - ولا يكون إلا رجلا قويا مهابا عزيز الجانب، وبذلك لا يستطيع أحد أن يمس من أجاره بسوء، خوفا من قوة المجير - يحمي المجار من كل أذى قد يصيبه.

ولما أجار ابن الدغنة أبا بكر قال له المشركون: مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، وليصل فيها ما شاء، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذنا بذلك، ولا يستعلن به، فإنا نخشى أن يفتن نساءنا وأبناءنا، ورضيت قريش بجوار ابن الدغنة لأبي بكر، فهي قد تعهدت بأن تكف أذاها عن أبي بكر لأنه في جوار ابن الدغنة، وابن الدغنة.

هذا اسمه ربيعة ابن فريع، نسب لأمه الدغنة. هذه أم المؤمنين السيدة عائشة بنت الصديق رضي الله عنها تصف لنا هذا الجوار، قالت، لما أنفذت قريش جوار ابن الدغنة قالوا له مر أبا بكر فليعبد ربه في داره، وليصل فيها ما شاء، وليقرأ ما شاء، ولا يؤذنا ولا يستعلن بالصلاة والقراءة في غير داره، ففعل أبو بكر رضي الله تعالى عنه هذا مدة، ثم بدا له فابتنى مسجدا بفناء داره، فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن،

<<  <   >  >>