للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على الشرك بالله، بجعل ملكهم إلها يطاع ويعبد من دون الله الخلاق العليم، ولما لم يستجب لهم المؤمنون الموحدون شقوا أخدودا وأخاديد ليلقوا فيها المؤمنين بالله وحده، بعد أن ملؤوها حطبا وأوقدوا فيه النار، لذلك الغرض الذي يدل على الحقد والبغضاء لكل من آمن بالله ربه هذه هي أعمالهم المزرية بكرامة الإنسان المهذب فشقوا الأخاديد وحفروا الحفر الطويلة وجمعوا فيها الحطب الكثير وأوقدوا فيها النار وألقوا فيها المؤمنين بالله وحده.

فعلوا هذا بالجماعة المؤمنة بالله ولا ذنب لها إلا أنها قالت ربي الله فآمنت بالله وحد، وعقدت العزم على الإقرار به، بأنه إله واحد، لا شريك له في ملكه، ولا إله في الوجود غيره يستحق العبادة والطاعة.

من أجل هذه العقيدة الصحيحة الموافقة للواقع حاول المشركون صدهم عن عقيدتهم هذه التي أعطوا العهد لله على الإيمان بها والثبات عليها والوفاء لها، وتحملها وتحمل كل ما ينالهم في سبيلها ومن أجلها، والعقلاء يعرفون أن العذاب له أسباب معقولة، مثل ارتكاب المجرمين للجرائم التي تفسد المجتمع، وتشيع فيه الفساد وسوء الأخلاق وغير هذا، ولماذا فعل أصحاب الأخدود - وهم موقدو النار - بهؤلاء المؤمنين الضعفاء هذا الفعل الشنيع؟ ما هو ذنبهم؟ ما فعلوا حتى يستحقوا كل هذا العذاب؟ وما الداعي لهذه المعاملة القاسية؟

<<  <   >  >>