الماضية من زمان نزوله على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا هو القول الحق، والعقيدة الصحيحة.
فالقرآن لم يكن كتاب تاريخ حتى يخبرنا بزمان ما حدث ولا هو كتاب جغرافية حتى يحدد لنا مكان ما حدث بالضبط، وهذا هو سر القرآن والخلاف في تحديد الزمان والمكان للوقائع الواردة في القرآن لا يترتب عليه حكم يخشى توقيفه أو تضييعه، فذلك هو الوعظ البليغ للناس والتعريف الزاجر للنفوس الجامعة، حتى لا يكفر الناس بالله خالقهم ومد بر أمورهم، وحتى لا يقع لهم ما وقع لمن سبقهم من الأمم.
وقد تعددت آراء المفسرين للقرآن، واختلفت أقوالهم في أصحاب هذه القصة من هم؟ فمن قائل أنهم من أهل فارس، حين أراد ملكهم تحليل الزواج بالمحارم، فيتزوج الرجل ابنته، أو أخته أو خالته أو عمته - مثلا - فلم يقبل له هذا علماؤهم ورجال الدين فيهم، فعمد إلى حفر أخدود وألقى فيه من أنكر عليه هذا الرأي ولم يرض به لأنه مخالف للشرائع السماوية وللفطرة الإنسانية السليمة (ونقل هذا القول عن علي رضي الله عنه) فعصى الملك العلماء ونفذ ما أراده، وبقي في الفرس هذا العمل جاريا إلى أن من الله عليهم بالإسلام الذي يحرم الزواج بالمحارم، فأبطلوه بينهم، والحمد لله على نعمة الإسلام الطاهرة المطهرة للمجتمعات.