زمانها ومكانها، والقرآن ذكرها بلا تحديد للمكان ولا توقيت للزمان، وما ذكره القرآن هو حق وواقع لا ريب فيه، فمن لم يصدق بما جاء في القرآن من أخبار وأحكام فهو جاحد له كافر بأحكامه منكر لأخباره.
والقرآن لم يحدد في أخباره وقصصه ووقائعه في الكثير منها الزمان والمكان، وهي كثيرة، لأن القرآن كتاب أحكام ومواعظ وعبر وتربية، يربي النفوس على الحق والصدق، ويعظها ويخوفها بذكر أخبار السابقين من الأمم الماضية، المؤمنة منها والكافرة، حتى لا يقع للأمم المتأخرة في الزمان ما وقع للأمم السابقة، وهذا ما يهم المؤمن في حياته الدينية، وعلماء التفسير لا يجرؤون على القول في القرآن بمحض الرأي الخالص، من غير أن يكون مدعما بحجة ودليل جاء من طريق الوحي والرسالة، ولم يكن علماء التفسير عندنا كعلماء اليهود الذين مسخوا التوراة بأقوالهم وآرائهم الشخصية من غير اعتماد على وحي إلهي، فسلبوا عنها قداسة الكتب السماوية وتركوها لا تخرج عن إطار الكتب الوضعية البشرية، فوجب على المسلمين لهذا الاعتبار الإيمان والتصديق بكل ما جاء في القرآن، خصوصا وأن الله جل جلاله تولى بنفسه حفظ كلامه من التحريف والتغيير لا بالزيادة ولا بالنقصان، فهذا هو عين الحق والصواب، وهو ما يجب على المؤمنين الإيمان به فهو كما جاء من عند الله نحن نقرؤه اليوم بعد تلك القرون الأربعة عشر