التوحيد في أمته، فأنقذ به خلقا كثيرين من عذاب الله، وهذه خطة من تعلموا العلم لله، فنفعوا أنفسهم ونفعوا غيرهم، فأقبل على علم الدين وأعرض عن تعلم السحر - والسحر حرام في كل شريعة سماوية - فساقه الله إلى ذلك الراهب، حيث تعلم منه الحق، وترك السحر والساحر - ولا يفلح الساحر حيث آتى - وأعرض عن الساحر وكذبه وتعليمه له فنون السحر والشعوذة والغطرسة، وكان في تلك الجماعة غير هؤلاء المؤمنين المذكورين، من المؤمنين الموحدين لله ولسلطانه ممن شاهدوا قتل - بطل هذه القصة - وهو الغلام المؤمن الموحد حين رماه الملك بالسهم الذي أخرجه من كنانة الغلام المؤمن، وذكر الله عند رميه كما دله الغلام على هذا، فانقلب الجمع الغفير الحاضر لهذه الواقعة إلى مؤمنين صادقين بما شاهدوه وعاينوه، والجمع كثير العدد، فشاهد هذه العملية الإجرامية التي فعلها هذا الطاغية بجماعة آمنت بالله الواحد الأحد وتلك حيلة تنبه إليها الغلام المؤمن، وخفيت على الملك البليد، وهذا ما أراده الغلام المؤمن وقصده، وفي هذا الدعوة إلى دين التوحيد، بواسطة أعمال الملك الظالم، فكانت بتضحية هذا الغلام بروحه في سبيل الدعوة إلى عبادة الله وحده، وترك عبادة الأشخاص المغرورين، كما في جمع الناس في صعيد واحد لمشاهدة عجز الإنسان المغرور، وقدرة الله الواحد القهار دعوة أيضا إلى عقيدة التوحيد، وهي كما قلت حيلة لم يفطن إليها الملك الجبار