الكبير يشاهدون هذه العملية، وهكذا ضحك الغلام على الملك، وأظهر للناس أن الملك ليس ربا بل هناك رب آخر غيره، وهو واحد وهو للناس أجمعين، وهو الفاعل المختار، ومنه تكون الموت والحياة، وقد رآى المشاهدون لهذه العملية تأثير الدعوة إلى الله في نفوس المؤمنين، كما تحقق المشاهدون - بالمعاينة - أن الملك ليس بإله، وأن هناك إلها آخر غيره، وهو رب العالمين كلهم، ملوكهم وعامتهم، فما وسع الحاضرين والمشاهدين لتلك العملية إلا الرضوخ والإيمان بالله وحده والكفر بالملك، وهذا ما أراده الغلام بالملك، فانقلب الموقف لصالح الغلام وعقيدة التوحيد، وخسر الشرك والملك وكل المؤيدين له.
هكذا تكون التضحية في سبيل العقيدة والدعوة إليها، وهكذا يكون الجود والبذل بالأنفس والأرواح في سبيل الدين والعقيدة، وهذا هو الجهاد في الإسلام، وهو كما قال الشاعر الحكيم حين قال:
الجود بالمال جود فيه مكرمة...والجود بالنفس أقصى غاية الجود
وقال الله تعالى:((إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات - ثم لم يتوبوا - فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق)).
هكذا أتبع الله ما ذكره في هذه القصة من أعمال الفئة الباغية، وما سلطته على الفئة الموحدة، أتبعه بنوع الجزاء الذي سيناله الظالمون، حيث اعتدوا على