عباده المؤمنين به، فهو يعاملهم بنوع ما عذبوا به عباده المؤمنين، فكما أحرقوهم بالنار فسينتقم للضعفاء المؤمنين من أولئك بالنار، ولكن أين عذاب نار جهنم من عذاب نار الدنيا؟ وما نار الدنيا إلا جزء من سبعين جزءا من نار جهنم، كما جاء في الحديث الصحيح فهناك فرق كبير - جدا - بين النارين فنار الدنيا - مع ضعفها - تصيب من سلطت عليه لحظة قصيرة، ثم تريح من كان فيها، أما بالموت وإما بالخروج منها والبعد عنها وعن حرها، أما نار جهنم فإنها دائمة وباقية وأبدية، لا تنطفئ ولا تطفأ ولا تخمد أبدا، كما قال الله فيها ((إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها، ليذوقوا العذاب إن الله كان عزيزا حكيما)). سورة النساء الآية ٥٦ ومثل هذه الآية وكم لها في القرآن من مثيلاتها - قوله تعالى ((والذين كفروا لهم نار جهنم لا يقضى عليهم فيموتوا ولا يخفف عنهم من عذابها كذلك نجزي كل كفور)) سورة فاطر الآية ٣٦.
أما أولئك الضعفاء المؤمنون بالله المحرقون بالنار فى الدنيا فإن الله سيعوضهم عما أصابهم من الظالمين بسكنى الجنان والمنازل الكريمة الدائمة جزاء صبرهم على تعذيبهم في ذات الله، ومن أجل إيمانهم به قال بعد ذكره لعذاب الظالمين الطاغين، ((إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار