وفي النهاية أعلمنا الله القوي العزيز - كي نثبت على ديننا وعقيدتنا - بأن الصراع والنزاع موجود من قديم الزمان، وهو قائم بين التوحيد والشرك، وبين الكفر والإيمان، وبين المؤمنين والكافرين على أنواع وأشكال وأساليب مختلفة، ولا يزال مستمرا بأنواعه وأشكاله إلى يومنا هذا، بل وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
ذلك امتحان يمتحن الله به عباده، ليظهروا للناس على حقيقتهم، وينكشف ما في ضمائرهم وسرائرهم فيعرفوا بما هو مستور في باطنهم، حتى لا يصدق الناس بالأقوال وحدها مجردة من الأعمال، وكم علم الناس وتعلموا من هذا الامتحان حقائق كانت مجهولة لديهم، وبالامتحان بان كل مخبوء وانكشف كل مستور، وذلك ما أراده الله العالم بما في السرائر، وبمن هو أهل للإيمان الكامل الذي يثبت عليه ولو يلقى في النار، ومن اتخذ الإيمان (دثارا لا شعارا) غير أن الله عود أهل التوحيد والإيمان النصر على خصومهم أعداء الله وأعدائهم، فتكون العاقبة لهم في كل موقف وقفوه تجاه أعدائهم، ذلك ما وقع في كل موقف وحال مضى، والعقوبة على أعدائهم مهما امتد الزمن وطال كما قال (وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) سورة آل عمران الآية ١٢٦، وصدق الله العظيم.