((عمه حمزة))، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب، وغيرهم من عصبة الإيمان، فخرج عمر يبحث عنهم ليفتك بهم، حسبما خولته له نفس الجاهل المشرك دفاعا عن أوثانه الحجرية، وقد جعل الله لكل شيء سببا فكان خروجه هذا آخر العهد بوثنيته، بل بالأوثان كلها، فلما رآه نعيم بن عبد الله قال له: أين تريد يا عمر؟ أجابه عمر بقوله: أريد محمدا هذا الصابئ - الكافر - الذي فرق أمر قريش وسفه أحلامها وعاب دينها، وسب آلهتها فأقتله، فقال له نعيم: والله لقد غرتك نفسك يا عمر، أفلا ترجع إلى أهل بيتك فتقيم أمرهم؟ فقال له عمر: وأي أهل بيتي تريد؟ قال: ختنك - صهرك - وابن عمك سعيد بن زيد بن عمرو ابن نفيل، وأختك فاطمة بنت الخطاب، فقد - والله - أسلما وتابعا محمدا على دينه، فعليك بهما.
لنتصور وقع هذا الخبر على نفس عمر، في هذه اللحظة بالخصوص، وهي لحظة دقيقة وحرجة عليه للغاية، وما هو موقفه من نفسه التي أخذت في الغليان مثلما تغلى المرجل أو القدر الكبيرة، فبينما كان يبحث في سكك مكة وطرقها عمن آمنوا وأسلموا واتبعوا دين الله ورسوله، إذا به يفاجأ بنبأ أظلم عنه شمس النهار وجعله في حيرة من أمره لهذا الخبر، الطارئ عليه، إذ ما كان يتوقعه، فذهب مسرعا، وترك ما خرج من أجله - عامدا بيت أخته فاطمة بنت الخطاب وزوجها سعيد بن زيد، تاركا البحث عن رسول الله صلى الله