والوثنية، وينطق بكلمه الشهادة أمامه، فسار إليه ودخل على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أن دق الباب وعلم من كان في الدار أن الطارق للباب هو عمر ابن الخطاب، فذعروا وخافوا من شدته أن يصيبهم منها أذى أو مكروه وكان مع الرسول صلى الله عليه وسلم عمه حمزة، فذهب إليه الرسول وتلقاه بالباب، وأخذ بتلابيبه وزجره عن تماديه في الغواية والضلال، ولكنه طمائنه بأنه ما جاء إليه إلا ليعلن إسلامه وينطق بكلمة الشهادة، كلمة الحق والصدق الواجبة على كل إنسان عرف الحقيقة وواقعه، وهداه الله، وعرف أنه ما هو إلا مخلوق ضعيف لخالق قوى قادر على كل شيء، يجب على هذا المخلوق أن يقر له بالألوهية والربوبية، وعليه أن ينزع إلى الحق، ويكف عن الباطل، ويقلع عن الضلال والسفه والغواية والطيش، إن كان يحب لنفسه الخير والسعادة السرمدية.
وعند ما دخل عمر على الرسول صلى الله عليه وسلم الدار التي كان فيها ودار بينه وبين الرسول ما دار من الكلام، أعلن عمر إسلامه أمامه وبين يديه بكلمة جهورية مدوية فكبر لها الرسول صلى الله عليه وسلم تكبيرة سمعها من في الدار، وعلموا أن عمر قد أسلم وفرحوا بإسلامه فرحا لا نظير له، لأن إسلام عمر نصر كبير له على نفسه، كما هو نصر مبين للإسلام أراده الله له، وتأييد للدعوة الإسلامية في وقت احتاجت فيه إلى قوة تساندها وتدفعها إلى الأمام، لتنتشر في الآفاق