وحين، وإثر صلواتنا وفيها، وفي غير هذين الوقتين، ومن غير المعروف - شرعا - أن ذلك لا يتم إلا إذا كان أمام هيكل الميت، قلنا: إنها وقفة تقليدية، وخاصة إذا كانت مصحوبة بإكليل من النوار والأزهار المتنوعة الأشكال والأنواع والألوان، وهنا نتذكر المثل الشائع بيننا القائل (كم من قبر يزار وصاحبه في النار). قلت إنها وقفة تقليدية لمن لا يؤمن بالله راحم عباده المؤمنين، إذ هو الرحمن الرحيم العفو الغفور، وهل أولئك الذين يتعبون أنفسهم يرفع أكفهم بالدعاء لطلب المغفرة والرحمة للشهداء هل هم أهل لأن يستجيب الله دعاءهم؟؟ فيغفر لميتهم؟ ولو تصدقوا بقيمة ذلك الإكليل من الورود - وثمنه مرتفع جدا - لكان أجدى وأنفع للميت، فليراجع كل منهم موقفه من ربه، الذي يطلبون منه الرحمة للميت.
فإن كان تقديم الإكليل لله فإن الله منزه عن شم الرياحين، وإن كان للميت، فالميت قد فقد حاسة الشم بموته، فلمن إذن تقدم تلك الأزهار؟ إن الشهيد الذي قتل مجاهدا في سبيل الله قد غفر الله له كل خطاياه، فهو لا يحتاج إلى غيره، بل غيره يحتاج إليه كالشفاعة مثلا، وهذا هو السهو والغفلة عن الأعمال، وينظر إلى ذلك شرعا بأنه إسراف وتضييع لمال المسلمين - وهذا حرام شرعا - كيف والقوم قد تعودوا على الإسراف وفعل الحرام وتضييع المال فيما لا فائدة فيه؟ فمن علم من نفسه أنه أهل لدعاء أهله