للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

له وطهره من ذنوبه طاعته للرحمن الرحيم، فهو إذا دعاه رجا منه المغفرة للميت وقبول دعائه، أما إذا كان عاصيا لربه بترك الفروض التي هو مكلف بها، أو هو فاعل لما هو منهي عنه، أو كان غير مقر له بالألوهية ولا هو معترف له بالربوبية، بأنه الخالق لكل موجود والذي هو واحد في ألوهيته فهذا عليه أن لا يتعب نفسه برفع يديه إلى السماء - فللشرع موازينه - وليرسلهما في أمور أخرى، هو أعلم بها، وذلك أجدى له وأنفع والنبي (ص) قال ما قال: في حق الذي يدعو ربه ولم يكن مستقيما على سبيل الشرع العزيز إن كانت معيشته، من أكل وشرب ولباس وتغذيه في صغره، وطول حياته مكتسبة مما حرم الله، ذلك ما جاء في حديث أبي هريرة عند مسلم، وهو قوله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن الله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا .... ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب له)؟ فقد سأل رسول الله سؤال تعجيب حيث قال (فأنى يستجاب له؟) فكأنه قال: تعجبوا ممن هذا حاله ووصفه، كيف يدعو الله ويرجوه ليجيب دعاءه؟ والدعاء لا يكون له عند الله قيمة واعتبار إلا إذا توفرت فيه شروطه، وهذا الداعي لم تتوفر في دعائه شروط الدعاء، وكذلك لا يكون من الذين قال الله فيهم: ((يستخفون من الناس ولا يستخفون من

<<  <   >  >>