الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا)) سورة النساء الآية ١٠٨.
إننا نستعرض في هذه الوقفة القصيرة حالة المسلمين في بداية ظهور الإسلام، فالمسملون الأولون - وهم المستضعفون - كانوا قبل إسلام عمر قلة، ومع هذه القلة الضعيفة فقد ثبتوا على ما هداهم الله إليه من خلع عبادة الأوثان، والإقبال على عبادة الرحمان الواحد الديان، بالرغم مما أصابهم من ألوان التعذيب والاضطهاد، وقد تجاوز مشركو قريش كل ما عرف في الماضي من أنواع التعذيب والاضطهاد لمن خالقهم في العقيدة، وكل هذه الأنواع مدونة ومسجله في كتب التاريخ والسير، وقد أراد الله لهذا الدين نصرا وعزا يدومان له إلى الأبد، فبدعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ربه بأن ينصر الإسلام بأحد الرجلين اللذين كانت لهما العزة والمنعة، وهما عمر بن الخطاب، أو عمرو ابن هشام - أبو جهل - فإن من كان في جوار أحدهما عز وبز، وقد قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في إسلام عمر بن الخطاب:(إن إسلام عمر كان فتحا وإن هجرته كانت نصرا، وإن إمارته كانت رحمة، ولقد كنا وما نصلي عند الكعبة حتى أسلم عمر، فلما أسلم عمر، قاتل قريشا حتى صلى عند الكعبة وصلينا معه).
فبهذه الوقفة - القصيرة - التي استعرضنا فيها لمحة من حال المسلمين قبل إسلام عمر بن الخطاب كانت