معرفتها والإحاطة بها ضرورية لنا، فقد رأينا كيف تمثل فيها العدوان والظلم والقهر والباطل بأبشع صوره من مشركي قريش على المستضعفين من المسلمين دفاعا عن أحجارهم وأوثانهم المعبودة من دون الله، أما حالهم بعد إسلامه فإنهم نالوا به عزا ومنعة وقوة منحتهم الحرية في عبادتهم لربهم، وإظهار شعائر دينهم كالصلاة في أي مكان أرادوه، وهل هناك مكان تقام فيه الصالة أفضل من حرم الله وأمام بيت الله، وقبلة المسلمين فيما بعد فقد تبدل الحال وصار المسلمون يصلون لربهم، ومشركو قريش ينظرون إليهم ولا يتكلمون، كل هذا بفضل الإيمان بالله والصبر على ما أصاب المسلمين في سبيل الله، إن العاقبة لأهل الإيمان والعقيدة الصحيحة.
هذا وغيره ناله المسلمون من إسلام عمر بن الخطاب، فهذا - لعمري - هو النصر المؤزر من الله جاء من إسلام عمر.
إن الباطل لا يلجمه إلا لجام القوة، وفي المثل المعروف (لا يفل الحديد إلا الحديد).
فقد مرت على المسلمين في اعتناقهم للإسلام والتحاقهم بركب الموحدين لربهم، بعد أن كانوا تائهين في ضلال الشرك والوثنية مع الأحجار صباحا ومساء - قلت مرت على أوائل المسلمين سنوات شداد عليهم من جراء قساوة قلوب مشركي قريش عليهم ومعاملاتهم