داود وهو قوله (إن الله زوى لي الأرض، الخ) بقليل من اختلاف الألفاظ.
وكان خباب رضي الله عنه لا يأمن على نفسه من التقصير في العمل بما يرضي الله عز وجل، فكان بحذر شديد الحذر من أن يخالف فعله قوله، فقد ذكر ابن الأثير في كتابه ((أسد الغابة)) بسنده إلى مالك ابن الحارث عن أبى خالد، شيخ من أصحاب عبد الله قال: بينما نحن في المسجد إذ جاء خباب بن الأرت فجلس وسكت، فقال له القوم: إن أصحابك قد اجتمعوا لتحدثهم أو لتأمرهم، قال: بم آمرهم؟ ولعلي آمرهم بما لست، فاعلا.
وروى قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال: عاد خبابا نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا له: أبشر يا أبا عبد الله، إخوانك تقدم عليهم غدا، فبكى وقال: أما إنه ليس بي جزع من الموت ولكن ذكرتموني أقواما وسميتموهم إخوانا، وأن أولئك قد مضوا بأجورهم كما هي، وإني أخاف أن يكون ثواب ما تذكرون من تلك الأعمال ما أوتينا من بعدهم وأوتى بكفنه قباطي - نوع من الثياب الكتانية منسوبة غلى القبط - فبكى، ثم قال: لكن حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم كفن في بردة، فإذا مدت على قدميه قلصت عن رأسه، وإذا مدت على رأسه قلصت على قدميه، حتى جعل عليه إذخر، ولقد رأيتني مع رسول الله صلى