أن يتوفر على التصانيف، إن وفق للتصنيف المفيد، فإنه ليس كل من صنف، صنف.
وليس المقصود جمع شيء كيف كان إنما هي أسرار يطلع الله عز وجل عليها من شاء من عباده ويوفقه لكشفها، فيجمع ما فرق أو يرتب ما شتت، أو يشرح ما أهمل، هذا هو التصنيف المفيد) اه كلام الإمام ابن الجوزي رحمه الله.
وكلام الإمام ابن الجوزي هذا في غاية النصح والتوضيح والوضوح شأنه شأن علماء السلف الذين أفنوا أعمارهم في التعليم والتأليف بالرغم من قلة الوسائل التي تعينهم على عملهم الشاق والمرهق من الكتابة بأيديهم إلى نشر كتبهم بواسطة الأسفار إلى الأصقاع البعيدة ومع كل ما ذكر وغيره فقد عملوا وأنتجوا وتركوا لنا إنتاجهم مكتوبا بخطوط أيديهم وبأقلامهم القصبية فرحمهم الله وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرا وعوضهم عن اتعابهم تلك رضوانه وعفوه عنهم وأسكنهم جنات النعيم آمين.
إن المتقدمين من علماء المسلمين قد عنوا عناية فاقت كل عناية بالتأليف فلم يأت منها خلفهم بعشر معشار ما أتي به الأولون منهم، فكأنهم قالوا (إن اليد التي لا تكتب، كالرجل التي لا تمشي). فهي معطلة عن وظيفتها التي خلقها الله لها وفي حكمة خلق الله لوظائف أعضاء الإنسان ما يدل على هذا، فقد قال: