(الذي علم بالقلم). وقال (بلى قادرين على أن نسوي بنانه) والقلم لا تمسكه الرجل - إلا ما ندر بصعوبة - أو غيرها من سائر أعضاء الإنسان - بل إنما تمسكه اليد ببنانها لهذا شبهت بالرجل إذا لم تقم بوظيفتها، ولحكمة جعل الله يد الإنسان ذات أصابع ليتنفع بها في إمساك القلم بتلك الأصابع كما يستعين بها في الصناعات ولو كانت قطعة واحدة كيد الحمار - مثلا - لفاته هذا.
ولكل زمان مصاعبه ومتاعبه ففي زماننا هذا سهل أمر التأليف والكتابة لكثرة الوسائل المعينة عليه من مواد وورق وأقلام ومطابع ونقل الخ وتعددت المصاعب والعقبات فكثيرا ما أهملت مؤلفات وإنتاجات لسبب أو لآخر! فهل نحن في عصر العلم والنور والتقدم والحرية؟ أم نحن في زمن مضى وانقطعت آثاره إلى الأبد؟؟
إن عصرنا هذا عصر الصراحة والنصح والدعوة إلى ما ينقذ البشرية من ربقة العبودية والتخلف وإنارة الطريق أمام من على بصيرته غشاوة لا عصر خنق الحريات وإهدار كرامة الأفكار ومن رأى غير هذا فقد وضع نفسه أمام مرآة لا تريه إلا ما وراء ظهره وتحجز عنه المستقبل!
فالكتاب ينظر إليه من عدة نواح قيمته محتواه حاجة القراء إليه ... الخ لا إلى زخرفته وحجمه