كان أهلا للعمل بما يرضي الله ورسوله وصالح المؤمنين فلهؤلاء أشباه ونظائر فيما مضى من الزمن وربما فيما يأتي - أيضا - إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين. فالفضل يرجع في التمسك بالحق والعقيدة الإسلامية والتضحية بالأنفس إلى أولئك الأبطال الشجعان الأوفياء لعقيدتهم ودينهم وهم الذين حضروا في بداية معركة التوحيد مع الشرك حين تغلب الحق على الباطل بقوة العقيدة الصحيحة والإخلاص في العمل ونصر الله المبين فتولى الشرك مهزوما مدحورا وفي هذا العبرة للمعتبرين.
فهم حقيقة أبطال قصة الكفاح الديني والعقائدي ومصباح تاريخنا الإسلامي الذي يجب علينا أن لا ننساه أبد الآبدين.
أولئك هم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ورفيقه أول المؤمن به أبو بكر الصديق وبلال الحبشي وصهيب الرومي وعمار بن ياسر وأسرته كلها، وفي مقدمتها أمه (سمية) وسلمان الفارسي وغيرهم ممن سنتكلم عن شيء من مواقفهم وما نالهم من التعذيب وصبرهم عليه وهو شيء لا نظير له فضربوا بهذا أروع الأمثال الرائعة والروعة في الصبر وبدل العزيز الغالي من نفس ومال في سبيل المبدأ والعقيدة وتأييد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد ذاقوا من شديد العذاب والإهانة ألوانا وأنواعا وأشكالا من