للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القوم الظالمين))، الآية ٢٥٨ من سورة البقرة. وشتان ما بين الحياتين أو الإحيائين فإحياء الله للأجساد منه فهو الذي خلق الحياة وأنشأ ها في الأجساد وإذا أراد سلبها منها سلبها منها بالموت، وحياة هذا المغرور أو إحياؤه للشخص صورية بحتة، فإنه يأمر بقتل هذا وإبقاء ذلك حيا فهو لم يخلق الموت والحياة إنما أمر فقط، فالمحيي والمميت في الحقيقة والواقع إنما هو الله، فبحياة الله التي خلقها في الشخص بقي حيا وبموت الله التي خلقها للشخص يموت فليس لهذا الجاهل قدرة على خلق أي شيء يسمى موتا أو حياتا، وكان إبراهيم حاضر الجواب المسكت والمبهت في آن واحد لهذا بهت هذا الملك الكافر واحتار في أمره وعجز عن الجواب الفعلي والعملي حيث طلب منه إبراهيم إظهار قوته إن كانت عنده قوة كما يدعي بالإتيان بالشمس من المغرب بعد غروبها عكس النظام الذي كانت تسير عليه بتدبير الله لها ولسائر الكواكب حيث كانت تطلع من المشرق فليحول هو طلوعها إلى المغرب، فعجز وانكشف أمره للناس واختفى غروره وأمثال هذا المخلوق المغرور كثيرون.

فإبراهيم عليه السلام تارة يحاج أباه وتارة قومه وأخرى ملكهم الجبار، كل هذا ليظهر لهم ضلالهم وكفرهم وعجز معبوداتهم وتقليدهم لآبائهم بلا دليل لهم عليه إلا التقليد لهم

<<  <   >  >>