الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء) سورة آل عمران الآية ١٧٣ وقال عليه الصلاة والسلام فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه (لما ألقي إبراهيم في النار قال اللهم إنك في السماء واحد وأنا في الأرض واحد أعبدك) أخرجه الحافظ أبو يعلى.
وعن سعيد بن جبير أنه قال، حين ألقي إبراهيم في النار جعل ملك المطر يقول، متى أؤمر فأرسل المطر؟ فكان ر الله أسرع فقال (قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم).
وقال بعض السلف، جعل الله فيها بردا يدفع حرها وحرا يرفع بردها، فصارت سلاما عليه لا تؤذيه، وقال كعب وقتادة لم تحرق من إبراهيم إلا وثاقه، فأقام في النار مدة قيل أنها سبعة أيام وقيل أكثر لم يقدر أحد أن يقرب منها، ثم جاءوا إليها بعد خمودها فإذا هو قائم يصلي.
أما الظالم (نمرود) فإنه اتخذ صرحا عاليا - لينجو من حرها ولهيبها كما مر - وليشاهد من بعيد عملية الإلقاء والإحراق وليشفي غيظه من الداعي إلى الله، ترى ماذا كان بعد هذا الاستعداد العظيم من أجل تحريق واحد من البشر؟؟ حدث ما لم يكن في الحسبان، فقد حدث بعد كل هذه المحاولات الفاشلة أن الله أفسد عملهم وأبطل محاولتهم تحريقه بالنار لكي يبقى إبراهيم داعيا عباد الله إلى توحيد الله وعبادته وحده،