منه كأنهم يريدون شيء عشرات الجمال أو مئات الأبقار والثيران كل هذا الاستعداد العظيم من أجل رجل واحد وما دروا أن من ورائه قوة الله تحميه من كل سوء، ذكر جل المفسرين أن النمروذ بنى صرحا عظيما له خاصة ليراقب منه عملية إحراق النار لإبراهيم طول هذا ثمانون ذراعا وعرضه أربعون ذراعا من أجل أن يراقب عملية التحريق بحيث لا يصيبه حر النار العظيمة قال بن إسحاق (وجمعوا الحطب شهرا ثم أوقدوها واشتعلت واشتدت حتى أن كان الطائر ليمر يجنباتها فيحترق من شدة وهجها ثم قيدوا إبراهيم ووضعوه في المنجنيق مغلولا فلما أرادوا إلقاءه في النار ضجت السموات والأرض ومن فيهن من الملائكة وجميع المخلوقات إلا الثقلين - الإنس والجن - ضجة واحدة ربنا إبراهيم ... ليس في الأرض أحد يعبدك غيره يحرق بالنار فأذن لنا في نصرته، فقال لهم أنا وليه وأنا أعلم به، وروى أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صل الله عليه وسلم أنه قال (إن إبراهيم حين قيدوه ليلقوه في النار قال: لا إله إلا أنث سبحانك رب العالمين لك الحمد ولك الملك لا شريك لك). ثم رموه بالمنجنيق، من مكان شاسع، وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال (حسبنا الله ونعم الوكيل) قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقالها محمد حين قيل له: (إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم