أحرقت فقط الحبل الذي كان موثقا به - الوثاق فأزالت عنه شدته فبقى في النار طليقا يتنعم فيها فقد جاءت عنه روايات تفيد أنه قال (ما تنعمت في حياتي مثل المدة التي قضيتها في النار) وفي رواية أخرى وقال المنهال بن عمرو قال إبراهيم (ما كنت أياما وليالي قط أنعم مني في الأيام التي كنت فيها في النار).
ولما خمدت النار وسكن لهيبها وهمدت وهمد جمرها وجدوه على حالة من كان في نعيم لا في جحيم حتى أن النمرود اعترف له بحفظ الله له إذ روي أنه قال له نعم الإله إلهك يا إبراهيم، وفي بعض الروايات أن قائل هذه الجملة إنما هو أبوه.
وجاء في بعض كتب التفسير والحديث أن البعض من الحيوانات سعت برسائلها الخاصة لإطفاء النار عن إبراهيم إلا (سار أبرص) وهو الوزغ المعروف فإنه خالفها في سعيها وأخذ ينفخ في النار لتزداد اشتعالا على خليل الرحمن ولهذا أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بقتله أين وجد وسماه (فويسقا).
أخرج الأمام البخاري هذا ورواه عن الصحابية الجليلة (أم شريك) رضي الله عنها قالت: (إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتل الوزغ وقال: كان ينفخ النار على إبراهيم عليه السلام).
هكذا يكون الإيمان بالله وحده وبقدرته على كل شيء وقد قال الله وأوضح (ومن يتوكل على الله