فهو حسبه) هذا هو التوكل على الله والاعتماد على قدرته القاهرة لكل مغرور فهو - وحده - الكافي لمن فوض أمره إليه والتجأ إلى حصنه المنيع فيجيء التوكل على الله والاعتماد عليه بالنصر على الخصوم والنجاة من أذاهم فقد فقدوا كل مكيدة كادوها لإبراهيم وأنجاه الله من كل ما أتوا به، لأن إبراهيم توكل على الله وعلى قدرته وحده (ومن يتوكل على الله فهو حسبه).
ويروى أن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام لما جعلوا يوثقونه قال (لا إله إلا أنت سبحانك لك الحمد ولك الملك لا شريك لك) وروى أن عمره كان إذ ذاك ست عشرة سنة، وقيل غير هذا، والله أعلم. وهذا نظرا لقوله تعالى:(قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم) الآية ٦٠ من سورة الأنبياء فهذه الآية جاءت بعد قوله تعالى: (ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين) الآية ٥١ من نفس السورة والفتى هو الشاب.
وكان تحطيم إبراهيم لأصنام قومه المشركين وقولهم:(من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين) كان هذا حين رجع القوم من الحفل الذي كانوا فيه، وهو الاحتفال بعيدهم الذي خرجوا إليه وطلبوا من إبراهيم أن يخرج معهم ويشاركهم فيه فأبى واعتذر ولم يخرج معهم وتخلف عنهم ليحطم أوثانهم التي أضلتهم وصرفتهم