عن أبى الد، رداء رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، (أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم الأقربون).
قال سعيد بن جبير - وروى عن ابن عباس أيضا - لما ألقي إبراهيم في النار جعل خازن المطر يقول متى أؤمر بالمطر فأرسله؟ قال فكان أمر الله أسرع من أمره، قال الله تعالى (يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم) وقد تقدم - قريبا - مثل هذا القول، وذكر الإمام السيوطي في الدر المنثور قول أبي إبراهيم حيث قال وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبي هريرة قال: إن أحسن شيء قاله أبو إبراهيم لما رفع عنه الطبق وهو في النار وجده يرشح جبينه، فقال عند ذلك (نعم الرب ربك يا إبراهيم) وقيل إن النمروذ قال له هذا كما مر هكذا كان الأمر، فنجاه الله من كيد المشركين، وحفظه من هذه الداهية العظيمة التي أصابته من أجل عقيدته عقيدة التوحيد، فوثق بالله ووعده، ولم يعبأ بكيد الكائدين وفي هذا قال الله تعالى:(وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين)، أي المغلوبين الأسفلين، ورقع مقام خليله إبراهيم عليه السلام.
هذا هو الإيمان القوي الذي يجعل المؤمن لا يخاف المخلوق وقوته وجبروته وبطشه، ولا يخاف إلا الله، هكذا كان موقف إبراهيم فهو لم يخف إلا الله الذي أمره بتبليغ دينه وإظهاره بين خلقه ودعوة عباد الله إليه