ولم يكترث بما أصابه ويصيبه في طريقه من عقبات وتهديدات ومحاولات، وقد قال الله رسوليه - موسى وأخيه هارون - حين أرسلهما إلى فرعون (إنني معكما أسمع وأرى). وقال لرسوله محمد صلى الله عليه وسلم (واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) ذلك أن النصر من الله وقد وعد به عباده المؤمنين الثابتين على عقيدتهم الذين لم يغيروها ولم يبدلوها لإرضاء فلان الحاكم أو فلان الغني، فإن الحق أحق أن يتبع وقد نصر الله خليله ورسوله إبراهيم عليه السلام، وأبطل كيد القوم ومكرهم، والله جل شأنه، وعظم سلطانه، قال في أمثال هذه المواقف لتأييد أنصار دينه في كل زمان ومكان (ومكروا مكرا ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون (٥٠) فانظر كيف كان عاقبة مكرهم إنا دمرناهم وقومهم أجمعين (٥١) سورة النمل وقال (إنهم يكيدون كيدا (١٥) وأكيد كيدا (١٦) فمهل الكافرين أمهلهم رويدا (١٧)) سورة الطارق وقال (وأملي لهم إن كيدي متين) ١٨٣ من سورة الأعراف وقال ها هنا (وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين) سورة الأنبياء الآية ٧٠ حيث أراد ملكهم نمروذ وأصحابه أن يمكروا بإبراهيم ويبطلوا دعوته إلى الله، فجعلهم الله هم الخاسرين في أعالهم ومحاولاتهم، وجعل خليله هو الرابح الذي خرج من هذا الامتحان والمعركة فائزا منتصرا ورد الله مكرهم في نحورهم حين سلط عليهم أضعف مخلوقاته وهو البعوض كما ذكره المفسرون.